أشار مدير ​كلية الاعلام​ في ​الجامعة اللبنانية​ - الفرع الثاني ​هاني صافي​ إلى دور الاذاعة في الاعلام المسموع، وقال: "العين تتلقى كل ال​وسائل الاعلام​ية الا الاذاعة، ما يعني ان الاذاعة تبقى احدى اهم الوسائل الاعلامية المتاحة امام كل من يعمل او يقوم بنشاط ما او حيث ما كانت العين منشغلة. ثم ان الخبر او البرنامج الاذاعي في عصر المحتوى الاعلامي صار متاحا على المواقع الاكترونية او تطبيقات ​الهواتف الذكية​، يعود اليه المتلقي ساعة يشاء من دون التقيد بمواعيد البث الاذاعي".

وفي كلمة له خلال استضافة سفير السعودية في لبنان وليد بخاري شخصيات اعلامية وثقافية على "فنجان قهوة"، في فندق "انتركونتيننتال" - كفردبيان، أكد صافي أن "الاعلام الاذاعي اللبناني مشهود له بتقنياته العالية وبتعدديته العاكسة لتعددية المجتمع، وبحرفية العاملين فيه وسعة اطلاعهم ومقدرتهم على نقل الحدث صوتا وصورة الى أذن المتلقي. كما ان الاعلام الاذاعي في لبنان غالبا ورغم بعض الاستثناءات في بعض الاذاعات وبعض الحالات، يتميز بالاتزان والمزاوجة بين الاضداد وتدوير الزوايا وتغييب الموضوعات الخلافية حيث ان الاعتدال قيمة تميز أثير الارز تماما كما تميز اهل بلاد الارز".

وأضاف "الاعتدال، مفهوما يعني عدم المغالاة في الموقف والقول وهو ليس التنازل عن المبادىء ولا التراجع عن المواقف، انما الاعتراف بحقيقة الاخر وحقه في الاختلاف ومحاولة بناء السلام على اساس المشاركة ورفض الاقصاء. ولثقافة الاعتدال الدور الحاسم في الوقوف بوجه التطرف والتعصب اللذين يفتحان الباب واسعا امام ​العنف​ و​الارهاب​". وقال: "أما واقع انتماء الاذاعة الى وسائل الاعلام الجماهيرية فيرتب عليها مسؤولية وازنة لما لها من دور في ترسيخ القيم وتشكل الرأي العام وتوجيه الثقافة. وهذا الدور يتجلى في ارساء ثقافة الحوار والاعتدال والسلام خصوصا في لبنان الذي يرتبط مصيره عضويا بالاعتدال في الداخل والخارج لا سيما في محيطه العربي".

ورأى انه "على الإعلام الإذاعيّ اللبناني أن ينبذ خُطاب العنف والكراهية والتحريض والتخوين، وأن يبتعد عن محاكاة الغرائز واستثارة العصبيّات، وأن يعتمدَ الإيجابية في مقاربته الأحداث والمُحدثين، وأن يُضيء على الإنجازات والإيجابيّات ويُعزّز مساحات الحوار ويُقرب المسافات بين المتباعدين محليًّا وعربيًّا، ذلكَ أن السعي لرفع معدَّلات المستمعين استجرارًا للإعلانات تحقيقًا للربح المادي بأي ثمن ومن دونِ روادع، إنما هو نحرٌ للوطن".